هو اضطراب هرموني .. أو لنقل إنه حالة كيماوية هرمونية تزداد فيها عدة
هرمونات مثل الأمفتامين والأسيتوسين والإندروفين والنور ايبينفرين في
مراحل الحب المختلفة .
إن تلاقي العيون أو شم عطر معين يطلق عاصفة هرمونية من الدماغ إلى
الأعصاب والدم ,ويزداد الأمفتامين .. وهو وسط عصبي منشط مولد للسعادة
والنشوة .. ويؤدي إلى نشاط رائع غير معهود جسديا ونفسيا .. فيخفق القلب
ويتورد الوجه و ترتجف الأيدي وتحدث لذة بالغة لا تخفى على أوجه المحبين .
وكذا يزداد إفراز الدوبامين الرافع للضغط والنور ايبينفرين
والفنايثلامين .
و"النور ايبينفرين" هو الهرمون الذي يجعلنا في لحظة أقوياء .. يضرب ويهرب
كما يقولون .. وتفرزه غدتا الكظر (فوق الكلى) ونهايات بعض الأعصاب ,فيسرع
القلب ويرفع الضغط.
هناك هرمون آخر يفرزه الفص الخلفي للغدة النخامية في حالة العشق يدعى
(الأوسيتوسين)وهو يجعل الأعصاب أكثر حساسية ويقبض العضلات الملس , ومعروف
عنه ازدياده أثناء الولادة إذ يقبض الرحم كما يساعد على إفراز الحليب ,
ويقال إنه يشجع على الغزل عند البالغين وعلى بث مشاعر السكينة والدفء عند
الأطفال من قبل أمهاتهم .
غير أن مستوى هذه الهرمونات ليقل , فإطلاقها غير مستمر ويصبح ضئيلا جدا
بعد سنتين أو ثلاث لينعدم بعد أربع سنوات ... لهذا تخف حرارة الحب
العاطفي وتخبو جذوته , ومع ذلك تستمر الحياة العاطفية ولكن بشكل
مختلف ... إذ يفرز الدماغ مادة تشبه المورفين وتدعى الإندروفين أو
المورفين الداخلي هذا الذي يعطي شعورا بالسرور والاطمئنان والسلام ولهذا
نشعر بالأسى حينما نبتعد عن المحبوب .. وقد نسهر الليالي , ونشعر باللوعة
والحزن وآلام المعدة.
لقد تمت دراسة "مراحل" التعارف بين المحبين وصورت عدة أفلام لجنسيات
مختلفة وحضارات متباينة وكلها أظهرت إيعازات صادرة عنهم تأتي عفو الخاطر
ابتسامات خجولة أول الأمر , فومضات بصرية مختلسة
ثم إمالة لا شعورية طفيفة للجذع نحو جسم الطرف الآخر .. وتظاهر جذل
صبياني أحيانا يقوم به الشاب لجذب نظر الفتاة , وإيماءات ونظرات خاطفة .
إذا اتسعت حدقتا عيني الطرف الهدف كان ذلك دليلا على القبول .. أما إذا
ضاقتا فمعنى ذلك الرفض.
- يقولون: إنه لا يمكن لأي طبيب أن يشفي مريضا من لوعة الحب , وليس له من
مداو سوى الزمن .
لقد كان الشاعر الإيطالي دانتي يدرك ذلك عندما قال في القرن الثالث عشر
ميلادي : "إن من لم يذق ألم ومرارة الحب لا يمكنه أن يفهم المعنى الحقيقي
للعذاب " .
وفي هذا يقول الشاعر الصوفي عمر بن الفارض المصري :
هو الحب فاسلم بالحشا مالهوى سهل ***فما اختاره مضنى به وله عقل
أما عمر بن أبي ربيعة فيقول :
ارحمي مغرما بحبك لاقى **** من جوى الحب والصبابة جهدا
قد براه وشفه الحب حتى ***** صار مما به عظما وجلدا
وللمتنخل تعليل جميل لسهره ونحوله :
إن جفتني الكرى وواصل قوما ***فله العذر في التخلف عني
لم يخل الهوى بجسمي شخصا ***فإذا جاءني الكرى لم يجدني
ويحذر العالم النفساني الأستاذ أولريتش ميس من جامعة أولدنبرج
من أن الألم الذي يمكن أن يسببه الحب , قد يشكل تهديدا حقيقيا للصحة
الجسدية , فالعادة أن ينظر إلى آلام هؤلاء على أنها عادية , وكم من مرة
سمعنا عبارة "الزمن يداوي الجراح" ! غير أن بحوث ميس أثبتت أن الشخص الذي
ترفضه أو تهجره حبيبته يشعر بإحباط وخجل كبيرين وكثيرا ما يعاني من
الشعور بالذنب ... ولهذا فإن على أمثال هؤلاء التغلب على المحنة
بأنفسهم ,ويمكن للملتاعين الذين أضناهم الحب أن يتأكدوا من أن المجتمع
يتعاطف معهم .
- تقول عالمة النفس إيفا نيومان إن الملتاع يمر عادة بأربع مراحل من
الحزن أبعده الله عنكم :
الأولى : هي مرحلة الإنكار التي لا يريد فيها الحبيب أن يسلم بحقيقة
الأمر , ذلك لأن انهيار العلاقة كثيرا ما يكون من طرف واحد ,فالشريك الذي
يتخذ قرار الهجر يعرف خطته فلا يتأثر , بينما يفاجئ الآخر بالأمر.
تبدأ بعد ذلك مرحلة غير مريحة في الطريق إلى حياة جديدة , فتجتاح الملتاع
موجات من مشاعر الحزن والغضب والشك و الاكتئاب والشعور بالضعف ,وتقول
نيومان : إن الرجال بشكل عام ينهمكون بالعمل في هذه المرحلة أو يحاولون
تخفيف الألم باللجوء إلى وسائل أخرى , أما النساء فيسرعن إلى تناول
الأدوية أو التهام المأكولات , ما يفسر بدانة كثيرات بعد قصص الحب
الخائبة .
المرحلة الثالثة هي الرضوخ للأمر الواقع وتقبل التجربة ,فيبحث الملتاع عن
أصدقاء يمكنه التحدث إليهم ليتجاوز محنته أو يستسلم(كما يحدث في حالات
كثيرة) لمغامرة عاطفية دون أن يكون مستعدا بعد لبدء علاقة جديدة !
لكن الانفصال عن الحبيب السابق لا يكتمل سوى بانتهاء المرحلة
الأخيرة ,ويحتاج كل ذلك إلى الوقت.. وبحسب تجربة نيومان فإن انهيار
العلاقات التي دامت مددا طويلة يحتاج أحيانا إلى ثلاث سنوات لتحقيق شفاء
تام من الجراح ,علما أن "لوعة الحب تصيب الرجال بالقوة ذاتها التي تصيب
النساء". غير أن الفرق الكبير بين الرجال والنساء هو في كيفية التعامل مع
المحنة.
على أن مرض "العشق" قد لا يشفى إذا لم يشخص ويعالج بحكمة .
روي أنه عرض على ابن سينا أخو شمس المعالي "قابوس" وقد أعيا الأطباء
أمره ,فلما رآه ابن سينا وخاطبه في شأن مرضه تبين له أن مرضه هو
"العشق" (وأعراضه تشبه الكآبة إلى حد بعيد ) ولما عرف ابن سينا أن شفاء
المريض متوقف على معرفة من يحب وإزالة ما عنده من وجدانات وعواطف كامنة
مرتبطة بها أخذ على نفسه أن يعرف اسمها بأية وسيلة ,فأمر بإحضار أكبر
سكان المدينة سنا فلما حضر قال له : "أتعرف شوارع هذه المدينة وسكانها ؟
" قال : نعم , فأمره أن يذكر أسماء الشوارع شارعا شارعا وهو قابض على يد
المريض , ليتحقق من سرعة نبضه , فلما ذكر اسم أحد الشوارع أسرع نبض
المريض, فأمر الرجل بذكر أسماء الشوارع المتفرعة عن هذا الشارع فلما أتى
إلى اسم أحدها ازدادت سرعة النبض ثانية , فأمر رجلا ثانيا أن يقص عليه
أسماء البيوت الواقعة في هذا الشارع الصغير , فلاحظ ابن سينا زيادة نبض
المريض عند ذكر أحد البيوت , فطلب من رجل ثالث أن يخبره بأسماء سكان هذا
البيت من الفتيات ,فلما أتى اسم الفتاة أسرع النبض ,وبهذه الطريقة عرف
ابن سينا سر المريض فأمر بزواج الشاب فبرئ من مرضه وعاد إلى حالته
الطبيعية .
ياسلام على الحب ما أحلاه ............ شي ظريف كتير ........ المهم
منكمل كنا عم نقول أنه هذه هي أحد الأمثلة التي توضح اسلوب ابن سينا في
العلاج الذي يعتمد على الفهم العملي لدقائق المشاكل النفسانية .
- واتفق على أن الحب درجات حسبما ورد في كتاب "روضة المحبين" لابن قيم
الجوزية .
المحبة : وهي الميل الدائم بالقلب الهائم.
الود : خالص الحب .
الخلة : توحيد المحبة .
الرّسيس : ثبات الحب ودوامه .
الهوى : ميل النفس إلى الشيء .
الصبّابة : رقة الشوق وحرارته .
الشغف : بلوغ الحب شغاف القلب .
الوجد : هو الحب الذي يتبعه الحزن .
الكَلَف :حب في مشقة .
التتيّم : التذلل في الحب .
الجوى :الحرقة الحرقة وشدة الوجد .
الدنف : هو المرض من الحب .
الشّوق :سفير إلى المحبوب .
الغرام : هو الحب اللازم .
العشق : أمّر هذه الأوصاف وأخبثها ويقال : إن اللفظ مأخوذ من شجرة يقال
لها عَشَقَة , تخضر ثم ترق ثم تصفر وهي تتعلق بما يليها من الأشجار .
الهُيام : أشد العطش , وهو أيضا كالجنون من العشق .
التدليه : ذهاب العقل من الهوى .
الوله: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد .
التعبد : غاية الحب وغاية الذل .
الجنون : آخر أنواع الحب وأصل اللفظ من الستر . والحب المفرط يستر
العقل , فلا يعقل المحب ما ينفعه وما يضره فهو شعبة من الجنون .
فأين أنت من كل هذا أيها المحب ؟
هل نقع صدفة أم متى شئنا في الحب ؟
يقول الطبيب الأميركي الجنسية (جون موني) صاحب كتاب " الحب ومرض الحب " :
إننا لا نقع صدفة في الحب .. فهناك في اللاشعور مجموعة من المعايير
والمواصفات المحددة إلى درجة بعيدة .. تجعلنا نختار من سنقع في هواه من
بين مئات المرشحين والمرشحات وهناك في الدماغ ما يدعى بـ " خارطة الحب "
وهي سجّل لكل ما هو مثير أو منفّر و دليل فريد على الشريك المثالي .. فإن
أتى هذا الشريك وانطبقت عليه كل الصفات ( وما أندر ذلك ) أو بعضها ( وهو
الأغلب ) انطلقت إشارة ضوئية في الدماغ تقول :إنه الحب .
غير أن هناك وجهة (أنفية) للموضوع ,إذ يقول العلماء إن الجسد شعرا وجلدا
وغددا عرقية يطلق كميات هائلة من مواد عديمة الرائحة تحمل التوقيع
الكيماوي الفريد لذلك الجسد ( تدعى الفورمونات )تلتقطها الأنوف ,هي التي
تؤجج نار الحب من أول نظرة (أو شمّة) , وهي التي تبقي الجذوة مشتعلة ,أو
هي ذاتها تنفرنا من شخص حال رؤيته , ونظل ننفر منه مهما فعل .
و هيك صار عنا مفهوم أنفي جديد للحب وبالتالي نحن كطلاب مثقفين منعرف
قول بشار بن برد الشهير جدا واللي بيقول :
"يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ***والأذن تعشق قبل العين أحيانا "
وحسب الدراسة صار الأنف يعشق قبل الأذن والعين أحيانا . طبعا إذا اعتبرنا
الموبايل مو موجود لأني ما رح يكون في دور للأنف بوجود الموبايل .
منكمل ......... يقول الدكتور موران أحد مكتشفي الفورمون البشري : " إننا
نتصل كيماويا مع الآخرين طوال الوقت , دون أن نعي ذلك " , وهذا هو سر عشق
البنات للعطور الرجالية والتي أرى أن لا معنى لها بعيدا عن تفاعلها
الكيماوي مع الجسم .
ولهذا يعسر أن نقع في حب اثنين أو اثنتين في ان واحد هذا ما يقوله علم
الكيمياء الحيوية وعلم الطب على الأقل, فإن عرفت غير ذلك فلا تدعه
بالحب ..بل سمه أي شيء آخر ... فالحب الحقيقي لا يقبل المشاركة.
يقول جراح القلب الشامي الشهير سامي القباني : " الحب هو ذلك اللص الخفي
الجميل الذي يدخل بيتك في الوقت الذي لا تتوقع , ويسرق أعز ما فيه ,
فتراقبه وهو يهرع بحمله خارج البيت ....وأنت لا تنبس ببنت شفة " .
كلام جميل ........................
هرمونات مثل الأمفتامين والأسيتوسين والإندروفين والنور ايبينفرين في
مراحل الحب المختلفة .
إن تلاقي العيون أو شم عطر معين يطلق عاصفة هرمونية من الدماغ إلى
الأعصاب والدم ,ويزداد الأمفتامين .. وهو وسط عصبي منشط مولد للسعادة
والنشوة .. ويؤدي إلى نشاط رائع غير معهود جسديا ونفسيا .. فيخفق القلب
ويتورد الوجه و ترتجف الأيدي وتحدث لذة بالغة لا تخفى على أوجه المحبين .
وكذا يزداد إفراز الدوبامين الرافع للضغط والنور ايبينفرين
والفنايثلامين .
و"النور ايبينفرين" هو الهرمون الذي يجعلنا في لحظة أقوياء .. يضرب ويهرب
كما يقولون .. وتفرزه غدتا الكظر (فوق الكلى) ونهايات بعض الأعصاب ,فيسرع
القلب ويرفع الضغط.
هناك هرمون آخر يفرزه الفص الخلفي للغدة النخامية في حالة العشق يدعى
(الأوسيتوسين)وهو يجعل الأعصاب أكثر حساسية ويقبض العضلات الملس , ومعروف
عنه ازدياده أثناء الولادة إذ يقبض الرحم كما يساعد على إفراز الحليب ,
ويقال إنه يشجع على الغزل عند البالغين وعلى بث مشاعر السكينة والدفء عند
الأطفال من قبل أمهاتهم .
غير أن مستوى هذه الهرمونات ليقل , فإطلاقها غير مستمر ويصبح ضئيلا جدا
بعد سنتين أو ثلاث لينعدم بعد أربع سنوات ... لهذا تخف حرارة الحب
العاطفي وتخبو جذوته , ومع ذلك تستمر الحياة العاطفية ولكن بشكل
مختلف ... إذ يفرز الدماغ مادة تشبه المورفين وتدعى الإندروفين أو
المورفين الداخلي هذا الذي يعطي شعورا بالسرور والاطمئنان والسلام ولهذا
نشعر بالأسى حينما نبتعد عن المحبوب .. وقد نسهر الليالي , ونشعر باللوعة
والحزن وآلام المعدة.
لقد تمت دراسة "مراحل" التعارف بين المحبين وصورت عدة أفلام لجنسيات
مختلفة وحضارات متباينة وكلها أظهرت إيعازات صادرة عنهم تأتي عفو الخاطر
ابتسامات خجولة أول الأمر , فومضات بصرية مختلسة
ثم إمالة لا شعورية طفيفة للجذع نحو جسم الطرف الآخر .. وتظاهر جذل
صبياني أحيانا يقوم به الشاب لجذب نظر الفتاة , وإيماءات ونظرات خاطفة .
إذا اتسعت حدقتا عيني الطرف الهدف كان ذلك دليلا على القبول .. أما إذا
ضاقتا فمعنى ذلك الرفض.
- يقولون: إنه لا يمكن لأي طبيب أن يشفي مريضا من لوعة الحب , وليس له من
مداو سوى الزمن .
لقد كان الشاعر الإيطالي دانتي يدرك ذلك عندما قال في القرن الثالث عشر
ميلادي : "إن من لم يذق ألم ومرارة الحب لا يمكنه أن يفهم المعنى الحقيقي
للعذاب " .
وفي هذا يقول الشاعر الصوفي عمر بن الفارض المصري :
هو الحب فاسلم بالحشا مالهوى سهل ***فما اختاره مضنى به وله عقل
أما عمر بن أبي ربيعة فيقول :
ارحمي مغرما بحبك لاقى **** من جوى الحب والصبابة جهدا
قد براه وشفه الحب حتى ***** صار مما به عظما وجلدا
وللمتنخل تعليل جميل لسهره ونحوله :
إن جفتني الكرى وواصل قوما ***فله العذر في التخلف عني
لم يخل الهوى بجسمي شخصا ***فإذا جاءني الكرى لم يجدني
ويحذر العالم النفساني الأستاذ أولريتش ميس من جامعة أولدنبرج
من أن الألم الذي يمكن أن يسببه الحب , قد يشكل تهديدا حقيقيا للصحة
الجسدية , فالعادة أن ينظر إلى آلام هؤلاء على أنها عادية , وكم من مرة
سمعنا عبارة "الزمن يداوي الجراح" ! غير أن بحوث ميس أثبتت أن الشخص الذي
ترفضه أو تهجره حبيبته يشعر بإحباط وخجل كبيرين وكثيرا ما يعاني من
الشعور بالذنب ... ولهذا فإن على أمثال هؤلاء التغلب على المحنة
بأنفسهم ,ويمكن للملتاعين الذين أضناهم الحب أن يتأكدوا من أن المجتمع
يتعاطف معهم .
- تقول عالمة النفس إيفا نيومان إن الملتاع يمر عادة بأربع مراحل من
الحزن أبعده الله عنكم :
الأولى : هي مرحلة الإنكار التي لا يريد فيها الحبيب أن يسلم بحقيقة
الأمر , ذلك لأن انهيار العلاقة كثيرا ما يكون من طرف واحد ,فالشريك الذي
يتخذ قرار الهجر يعرف خطته فلا يتأثر , بينما يفاجئ الآخر بالأمر.
تبدأ بعد ذلك مرحلة غير مريحة في الطريق إلى حياة جديدة , فتجتاح الملتاع
موجات من مشاعر الحزن والغضب والشك و الاكتئاب والشعور بالضعف ,وتقول
نيومان : إن الرجال بشكل عام ينهمكون بالعمل في هذه المرحلة أو يحاولون
تخفيف الألم باللجوء إلى وسائل أخرى , أما النساء فيسرعن إلى تناول
الأدوية أو التهام المأكولات , ما يفسر بدانة كثيرات بعد قصص الحب
الخائبة .
المرحلة الثالثة هي الرضوخ للأمر الواقع وتقبل التجربة ,فيبحث الملتاع عن
أصدقاء يمكنه التحدث إليهم ليتجاوز محنته أو يستسلم(كما يحدث في حالات
كثيرة) لمغامرة عاطفية دون أن يكون مستعدا بعد لبدء علاقة جديدة !
لكن الانفصال عن الحبيب السابق لا يكتمل سوى بانتهاء المرحلة
الأخيرة ,ويحتاج كل ذلك إلى الوقت.. وبحسب تجربة نيومان فإن انهيار
العلاقات التي دامت مددا طويلة يحتاج أحيانا إلى ثلاث سنوات لتحقيق شفاء
تام من الجراح ,علما أن "لوعة الحب تصيب الرجال بالقوة ذاتها التي تصيب
النساء". غير أن الفرق الكبير بين الرجال والنساء هو في كيفية التعامل مع
المحنة.
على أن مرض "العشق" قد لا يشفى إذا لم يشخص ويعالج بحكمة .
روي أنه عرض على ابن سينا أخو شمس المعالي "قابوس" وقد أعيا الأطباء
أمره ,فلما رآه ابن سينا وخاطبه في شأن مرضه تبين له أن مرضه هو
"العشق" (وأعراضه تشبه الكآبة إلى حد بعيد ) ولما عرف ابن سينا أن شفاء
المريض متوقف على معرفة من يحب وإزالة ما عنده من وجدانات وعواطف كامنة
مرتبطة بها أخذ على نفسه أن يعرف اسمها بأية وسيلة ,فأمر بإحضار أكبر
سكان المدينة سنا فلما حضر قال له : "أتعرف شوارع هذه المدينة وسكانها ؟
" قال : نعم , فأمره أن يذكر أسماء الشوارع شارعا شارعا وهو قابض على يد
المريض , ليتحقق من سرعة نبضه , فلما ذكر اسم أحد الشوارع أسرع نبض
المريض, فأمر الرجل بذكر أسماء الشوارع المتفرعة عن هذا الشارع فلما أتى
إلى اسم أحدها ازدادت سرعة النبض ثانية , فأمر رجلا ثانيا أن يقص عليه
أسماء البيوت الواقعة في هذا الشارع الصغير , فلاحظ ابن سينا زيادة نبض
المريض عند ذكر أحد البيوت , فطلب من رجل ثالث أن يخبره بأسماء سكان هذا
البيت من الفتيات ,فلما أتى اسم الفتاة أسرع النبض ,وبهذه الطريقة عرف
ابن سينا سر المريض فأمر بزواج الشاب فبرئ من مرضه وعاد إلى حالته
الطبيعية .
ياسلام على الحب ما أحلاه ............ شي ظريف كتير ........ المهم
منكمل كنا عم نقول أنه هذه هي أحد الأمثلة التي توضح اسلوب ابن سينا في
العلاج الذي يعتمد على الفهم العملي لدقائق المشاكل النفسانية .
- واتفق على أن الحب درجات حسبما ورد في كتاب "روضة المحبين" لابن قيم
الجوزية .
المحبة : وهي الميل الدائم بالقلب الهائم.
الود : خالص الحب .
الخلة : توحيد المحبة .
الرّسيس : ثبات الحب ودوامه .
الهوى : ميل النفس إلى الشيء .
الصبّابة : رقة الشوق وحرارته .
الشغف : بلوغ الحب شغاف القلب .
الوجد : هو الحب الذي يتبعه الحزن .
الكَلَف :حب في مشقة .
التتيّم : التذلل في الحب .
الجوى :الحرقة الحرقة وشدة الوجد .
الدنف : هو المرض من الحب .
الشّوق :سفير إلى المحبوب .
الغرام : هو الحب اللازم .
العشق : أمّر هذه الأوصاف وأخبثها ويقال : إن اللفظ مأخوذ من شجرة يقال
لها عَشَقَة , تخضر ثم ترق ثم تصفر وهي تتعلق بما يليها من الأشجار .
الهُيام : أشد العطش , وهو أيضا كالجنون من العشق .
التدليه : ذهاب العقل من الهوى .
الوله: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد .
التعبد : غاية الحب وغاية الذل .
الجنون : آخر أنواع الحب وأصل اللفظ من الستر . والحب المفرط يستر
العقل , فلا يعقل المحب ما ينفعه وما يضره فهو شعبة من الجنون .
فأين أنت من كل هذا أيها المحب ؟
هل نقع صدفة أم متى شئنا في الحب ؟
يقول الطبيب الأميركي الجنسية (جون موني) صاحب كتاب " الحب ومرض الحب " :
إننا لا نقع صدفة في الحب .. فهناك في اللاشعور مجموعة من المعايير
والمواصفات المحددة إلى درجة بعيدة .. تجعلنا نختار من سنقع في هواه من
بين مئات المرشحين والمرشحات وهناك في الدماغ ما يدعى بـ " خارطة الحب "
وهي سجّل لكل ما هو مثير أو منفّر و دليل فريد على الشريك المثالي .. فإن
أتى هذا الشريك وانطبقت عليه كل الصفات ( وما أندر ذلك ) أو بعضها ( وهو
الأغلب ) انطلقت إشارة ضوئية في الدماغ تقول :إنه الحب .
غير أن هناك وجهة (أنفية) للموضوع ,إذ يقول العلماء إن الجسد شعرا وجلدا
وغددا عرقية يطلق كميات هائلة من مواد عديمة الرائحة تحمل التوقيع
الكيماوي الفريد لذلك الجسد ( تدعى الفورمونات )تلتقطها الأنوف ,هي التي
تؤجج نار الحب من أول نظرة (أو شمّة) , وهي التي تبقي الجذوة مشتعلة ,أو
هي ذاتها تنفرنا من شخص حال رؤيته , ونظل ننفر منه مهما فعل .
و هيك صار عنا مفهوم أنفي جديد للحب وبالتالي نحن كطلاب مثقفين منعرف
قول بشار بن برد الشهير جدا واللي بيقول :
"يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ***والأذن تعشق قبل العين أحيانا "
وحسب الدراسة صار الأنف يعشق قبل الأذن والعين أحيانا . طبعا إذا اعتبرنا
الموبايل مو موجود لأني ما رح يكون في دور للأنف بوجود الموبايل .
منكمل ......... يقول الدكتور موران أحد مكتشفي الفورمون البشري : " إننا
نتصل كيماويا مع الآخرين طوال الوقت , دون أن نعي ذلك " , وهذا هو سر عشق
البنات للعطور الرجالية والتي أرى أن لا معنى لها بعيدا عن تفاعلها
الكيماوي مع الجسم .
ولهذا يعسر أن نقع في حب اثنين أو اثنتين في ان واحد هذا ما يقوله علم
الكيمياء الحيوية وعلم الطب على الأقل, فإن عرفت غير ذلك فلا تدعه
بالحب ..بل سمه أي شيء آخر ... فالحب الحقيقي لا يقبل المشاركة.
يقول جراح القلب الشامي الشهير سامي القباني : " الحب هو ذلك اللص الخفي
الجميل الذي يدخل بيتك في الوقت الذي لا تتوقع , ويسرق أعز ما فيه ,
فتراقبه وهو يهرع بحمله خارج البيت ....وأنت لا تنبس ببنت شفة " .
كلام جميل ........................